آخر صورة للراحل.
آخر صورة للراحل.




إبراهيم آل مسفّر
إبراهيم آل مسفّر
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
بعيداً عن وطنه ومسقط رأسه ودّع «إبراهيم آل مسفّر الألمعي» الحياة بعد معاناة مع المرض، وودعت معه عسير ابناً من أبرز أبنائها الداعمين للثقافة والأدب والتراث، لم يبتعد يوماً عن حلمه القديم في أن يعيد للمكان وهجه ولحياة الآباء والأجداد رونقها؛ إذ بدأ اهتمامه بالتراث من مسقط رأسه قرية رجال التي أدخل ملفها بجهوده وآخرين إلى اليونيسكو، كما استشرف منذ وقت طويل سياحة الثقافة في منطقة عسير فأنشأ مع أدباء ومثقفين في رجال ألمع مجلس ألمع الثقافي الذي كان داعمه الأول وأمينه السابق يعطي ولا يأخذ.

عُرف «الألمعي» بالعديد من المبادرات كمشروع إعمار الديار التراثية والتاريخية وإعادة تسويقها سياحياً وثقافياً، فقد كان حلمه أن يكون في كلّ محافظة مجلس أدبي وثقافي، وريادة سياحية ابتدأها من مسقط رأسه قرية رجال، فوطن آل امسودة، فبارق، فالمجاردة، فبلقرن، ولكن الموت لم يمهله حتّى يكتب بيديه قصّة نجاح الفكرة وتمام المبادرة.


يقول عنه أصدقاؤه من الأدباء والمثقفين في منطقة عسير كالشاعر الأديب أحمد عسيري إنّه لم يكن يراه إلا متوثبا وراكضا بين أحلامه، يتسلل كالنبض الشارد ليربت على كتف صخرة انزلقت كنطفة ضوء، أو يعانق نحلة غرقت في ميعة العسل، لقد كان حالماً كبيراً ومفعماً بالأمل.

فيما وصفه الأديب الروائي «إبراهيم شحبي» بالطموح الذي لا يحده الأفق.

وأضاف «شحبي» أنّ «آل مسفّر» كان رجلاً لا تعطِّل فعله العوائق، له عزيمة المسؤول المخلص، وخيال الشاعر المبدع، متعدد الاهتمامات، يعشق العمل بدأب نادر، ومع السنوات كنت أكتشف رجلاً متجدداً يحب وطنه، ويخلص لمحافظته، بذل الكثير من الجهد في تنمية قريته التراثية (رُجال) وقبل ذلك عمل بدأب على إنجاح فعاليات ألمع الثقافية الصيفية سواء في أبها، أو في المحافظة، يتمتع بعلاقات واسعة بسبب رحابة صدره وقدرته على تحمل النقد، وله حس الأديب المتمرس، يظهر ذلك من خلال إشرافه المباشر على فعاليات المحافظة الثقافية؛ إذ أشرف على العديد من الأعمال المسرحية والفنية، وأدار الفعاليات باقتدار، وقدم من وقته وماله الكثير من أجل أن تُحقق رضا الجمهور المتابع، بداية بفعالية صيف عام 1417هـ، وليس انتهاءً بدوره الرائد في مجلس ألمع الثقافي الذي كشف من خلال حواراته في المعرفة والثقافة ما يؤكد سعة اطّلاعه المعرفي، وإلمامه بالجوانب الثقافية في المشهد المحلي.

أما الشاعر «إبراهيم طالع الألمعي» فقد أكد أنّ «آل مسفّر» عرف بأنه منْ ينْظِمُ عقدَ كلِّ فعلٍ ثقافيّ في المنطقة، يخرجُ هذه الأعمال (البانوراميّة) بشكلٍ يجمع أنواع الثقافة فصيحها بشعبيها ومسرحها -في ضوء قلة الإمكانات مادِّيّا وتقنيّا. ويضيف «طالع» بأنّ «آل مسفّر» صاحب فضل على المحافظات في منطقة عسير التي تجرأت على استبدالِ فعالياتها الوعظية بفنون الشَّعبِ في أفراحه. وأكد أنهم كانوا يخافون دائما منْ همّته، إذ قد لا نستطيعُ تحقيقها، ونراعي كذلك أنَّ مشاريعَهُ الثقافيّةَ تبدأُ بحُلْمٍ ثمّ ترْتَقِي إلى التَّطبيق.

فيما رأى القاص الصحفي «عبدالله السلمي» أن «آل مسفّر» كان صاحب مبادرات لمحافظة رجال ألمع ولمنطقة عسير على وجه العموم، فلم يلتفت إلى الخلف أثناء تنفيذ أي مبادرة بل يمضي إلى الأمام مستعينًا بالله ثم بأصحاب الرأي السديد، يدعم المبادرات التي تخدم الهم السياحي والثقافي والرياضي، والتنموي.

من هو إبراهيم آل مسفّر

• ولد في 5 /‏ 10 /‏ 1380هـ في بلدة رُجال بمحافظة رجال ألمع.

• حاصل على البكالوريوس تخصص تاريخ من جامعة الملك سعود عام 1402هـ.

• أشرف على الورشة التعليمية لإنتاج الوسائل التعليمية في عسير قبل أن تعمم الفكرة على بقية مناطق المملكة.

• تقاعد من التعليم بعد ربع قرن من العمل معلماً ومديراً ومشرفاً ومستشاراً تربوياً.

• عمل مديراً لقسم الدراسات والبحوث والتسويق في كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة في أبها بعد تقاعده.

• عضو فاعل في العديد من المؤسسات الحكومية والمدنية في المنطقة.

• شارك في العديد من اللجان التربوية والتعليمية والثقافية داخل المملكة وخارجها.

• كرم بجائزة أبها في الخدمة الوطنية وجائزة المفتاحة وجائزة المدن التراثية عن قرية رجال التراثية.

• له العديد من المبادرات الثقافية كعضوية التأسيس وأمانة مجلس ألمع الثقافي والاجتماعية والتراثية في المنطقة بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة والتراث وأمانة منطقة عسير كمبادرة مشروع إعمار الديار.

• توفي في الصين الأربعاء: 30/‏ 4 /‏ 1439هـ بعد رحلة مع المرض.